أخبار عاجلة

الدكتورة سلوى جميل استاذ القانون الجنائى تكتب ,,, مثلى الأعلى

احجز مساحتك الاعلانية

 

 مشتغلتش في المحاماة  غير شهرين .. مش فاكر منهم غير سلالم .. طالعها ونازلها

 مهنة مش جايبه  همها

 بصي بقى .. المحاماة متنفعش للبنات .. وخصوصا في الجنايات ، في حد بيروح لمحامية ؟

 في ظل تلك الكلمات القاسية من بعض المحامين والمحاميات بدأت مهنة المحاماة ؛

 إلى أن تقابلت مع أحدى المحاميات وقورة المظهر ، رقيقة الكلمات ، وفيرة الثقافة ،

 حدثتني عن عظمة المحاماة ، وذكرة لي اسم أول محامية مصرية ( مفيدة عبد الرحمن )

 فتلهفت لمعرفة الكثير عنها .

مفيدة عبد الرحمن مواليد  1914 ، التحقت بكلية الحقوق وهى ام لطفل ،

وحصلت على ليسانس الحقوق عام 1935 ، وهي أم لخمسة أطفال ، ومع ذلك لم ترسب مطلقا ،

وبعد تخرجها تقدمت للحصول على وظيفة حكومية نظرا لمرور اسرتها بضائقة مالية ،

ولكنها لم تُوفق ، فأتجهت لتدريب في أحد مكاتب المحامين ، فكانت أول محامية تمارس المحاماة ،

وكانت تترافع في احدى القضايا وسألت الشهود وناقشتهم وبعد عدد من المرافعات فوجئت بالقاضي يعلن الحكم بالبراءة ؛ فابتهجت القاعة وذاع صيت مفيدة عبد الرحمن في عالم المحاماة ، وبدأ الناس يطلبونها بالاسم من صاحب المكتب كي تتولى قضاياهم ، إلى الحد الذى أثار غيرة صاحب الرجل ،

فتركت المكتب وفتحت مكتبا مستقلا خاص بها ، وحققت شهرة واسعة .

تلك المحامية التى كانت تذهب للمحكمة وهى حامل حتى أخر يوم قبل الولادة ، وفي بضعة سنوات اصبحت أم لتسعة ابناء ، تلك المحامية التى تم أنتخابها كعضو بالبرلمان عام 1964 ولمدة 17 سنة متصلة . تلك المحامية التى اصبحت رئيسة الاتحاد الدولي للمحاميات والقانونيات ، وانشأت مكتب لتوجيه الاسرة وبيوت للطالبات ، وخاضت الكثير من المعارك من اجل الطفل والمرأة والعمال .

ومع ذلك لم تُقصر في شئون بيتها ، وتربية أبنائها ، بل لم تجد غضاضة في أن تمسح حذاء زوجها قبل أن تغادر منزلها لمقابلة روساء الجمهورية وزعماء العالم ، زواجها الذى دام 48 عام ، حتى وفاة زوجها ، شريكها في النجاح ، محمد عبد اللطيف وكان صاحب دار لطباعة الكتب .

مفيدة عبد الرحمن ،، المحامية ، والشخصية العامة ، والام والزوجة رحلت عن عالمنا سنة 2002 ، مسطرة انجازات تفخر بها المحاماة .

وقد يقول قائل (ده كان زمان)

 فوجد الجيل الثاني من المحاميات تخرج منه المرحومة الاستاذة / بشرى عصفور المحامية القديرة ، والنقابية العظيمة  بل والآن , وجد قصة نجاح معاصرة ، الاستاذة / سامية الجبالي ، محامية الجنايات قوية الشخصية ، رفيعة الشأن , التى فضلت العمل بالمحاماة ، رغم قبولها بالنيابة الادارية .

و بعد أن ادركت ما سبق ، سطع النور أمام عيني ، وأنبعث بداخلي الامل , إلى كل محامية ومحامي ، أتخذ لك مثلاً يعطيك الامل ، يقويك على أستكمال الطريق في مهنتنا الشاقة الجميلة ،

 أنا عن نفسي … مفيدة عبد الرحمن .. مثلي الاعلى .

                                                                                           

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى